منوعات

هذا ما قاله بطريرك تركي بعد سماعه صوت الأذان في أحد مساجد أدرنة (فيديو)

تداولت وسائل إعلام تركية تسجيلاً مصوراً يظهر تأثر بطريرك كنيسة فينير للروم الأرثوذوكس في إسطنبول بصوت الأذان.

وقالت وسائل إعلام تركية بحسب ما ترجمت الوسيلة إن البطريرك بارثولوميوس زار جامع السليمية في مدينة أدرنة التركية وهو أحد أعظم تصاميم المعمار العثماني الشهير سنان.

واستمع البطريرك داخل المسجد إلى صوت الأذان فأعجب به وتأثر بصوت المؤذن عند سماعه.

وقال البطريرك لمؤذن المسجد: “الجامع جميل…ولكن صوت أذانك أجمل بكثير”.

وأثار الفيديو المتداول تفاعل رواد متابعي مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن جمالية الأذان واهتمام الحكومة التركية بالمساجد والأذان.

وتباينت آراء رواد مواقع التواصل حول أجمل أذان في البلدان العربية والإسلامية.

واعتبر متابعون أن أصوات المؤذنين في مساجد سوريا من أجمل الأصوات.

فيما رأت متابعة أن هناك أصواتاً خليجية معينة تمتاز بجمالية لا مثيل لها.

وتُعرف تركيا بكثرة مساجدها، المشتهرة بهندستها المعمارية وبطرازها المعماري الرفيع، حيث نالت شهرة عالمية كبيرة في هذا المجال، ما مكنها من اكتساب لقب “بلد المساجد”.

الأذان في تركيا

الأذان في بلاد الأناضول له قصة عتيقة وقديمة لا تزال تروى فصولها حتى الآن؛ ‏ففي زمن الدولة العثمانية كان المؤذن يتلقى تعليماً لمدة ثلاث سنوات. ويؤكد الباحثون ‏على عظيم رعاية وعناية السلاطين العثمانيين بمسألة الأذان؛ من خلال “مؤسسة الأذان” التي كانت موجودة داخل قصر الحاكم، و‏كان يتم فيها انتقاء الأصوات العذبة الشجية النقية، ومن ثم يقوم أبرز المتخصصين،

وكان يسمى حينها “باش مؤذن” أي كبير المؤذنين ‏بتلقينهم دروساً وافية في المقامات، ويتم تدريبهم عليها، والأصلح من أصحاب ‏الأصوات هو من يتم بعد ذلك اختياره لشرف التأذين.

ومن ‏أجل الأذان والمؤذنين أقيمت لهم في تركيا أوقاف خيرية، أقامها العثمانيون للأذان؛ مثل وقفية جامع “السليمانية”، و ‏‏”يني جامع” في إسطنبول، الذي عثر في وقفيته على مخطوطة كتب فيها: “يتم تعيين اثني عشر مؤذناً للصلوات الخمس، شريطة أن يتمتعوا بالعفة والصلاح الديني، وأن يكون كل منهم عالماً بصيراً بعلم المقامات”.

كما يتمتع المؤذنون برواتب معينة مشروطة بشروط دقيقة ‏منها -بالإضافة إلى ماسبق- من درايته بفروع المقامات- فن توزيع الأدوار والترانيم، وبصيراً بعلم الميقات، وذا نفس قوي، رفيع الصوت.

جاءت حقبة العلمانية التي دشنها “مصطفى كمال أتاتورك”، وأصدر عام 1931 قراراً يقضي بإيقاف الأذان باللغة العربية، ومعاقبة ‏من يفعل ذلك بالسجن أوالضرب أوالإحالة إلى المصاح العقلية. كما أمر بترجمة الأذان إلى اللغة ‏التركية وأن يرفع بها.

وبعد ثلاثة عقود عاد الأذان ليصدح باللغة العربية من جديد عبر مآذن ‏تركيا، بقرار من رئيس وزراء تركيا المنتخب “عدنان مندريس”، وتراكض الناس إلى المساجد ‏باشتياق وبكاء شديدين، ومن شوق الأتراك إلى أذانهم باللغة العربية كان يؤذن في كل شرفة من شرفات المساجد مؤذن، فمسجد “السلطان أحمد” مثلاً الذي يحتوي على 16 شرفة أذن فيه 16 مؤذناً بعدد شرفاته.‏

وحالياً يشترط في مهنة الأذان في تركيا أن يكون حافظاً للقرآن، متخرجاً من معاهد الأئمة والخطباء الثانوية، كما تقدم هيئة الشؤون الدينية دورات تدريبية للمؤذنين في الموسيقى لرفع الأذان،

واستخدام المقامات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك ‏تقام مسابقات سنوية على مستوى المناطق في تركيا لاختيار أفضل المؤذنين، ويشترك في لجنة ‏التحكيم أساتذة موسيقيين يقومون بمراقبة مخارج الحروف، وطريقة استخدام الصوت، والنفس، ‏والنغمات الموسيقية بشكل صحيح ودقيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى